الإعجاز العلمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سر من اسرار الكون العظيم

اذهب الى الأسفل

سر من اسرار الكون العظيم Empty سر من اسرار الكون العظيم

مُساهمة  بشاير المطيري الأحد مايو 08, 2011 2:26 am



سـر يتمكــن في كـل واحد فينـآ ...

في كـل أدمــــي .........


ما أعجبَ هذهِ النّفسُ البشرية ,

فهي سِرٌّ مِن الأسرار ,

فيها تَتجلّى عظمةُ اللهِ و إبداعُ خَلقه .


فهي مُسيّرةٌ مُخَيَّرة , تسلُكُ الطريق السَويّ و الصِّراطَ المستقيم ,

فتَصِل لدرجة الأخيار مع الذينَ أنعمَ الله عليهم من النّبيينَ و الصِدِّيقينَ و الشُّهداء ,

و على النقيض فحينما تسلُك الطريقَ الخطأ و تتخذ الباطلَ و الهوى دليلاً فهي تسقطُ لمرتبةِ الشّياطين و مَرَدَةِ الإِنسُ و الجِنّ ,
لا ينتشِلُهَا منها إلا الذي خَلقها

فعَجباً لهذِهِ النّفس :


! فيها من النّار
( الشّهوَة , الجوع , الغضب , الحِقد , الحسَد , الغِلّ ).


وفيها من النور

( العَفو , التّسامُح , الحِلم , الفهم , الحنين إلى النّورِ الأعظم ).


و فيها من الطين :

( الآلية , التّكرار , الجُمود , الرّتابة , القُصور , الخُمول , التّثَاقُل , الكَسَل و العَجْز عن التغيير ) .


و فيها من الرّوحانيّة :

( الانطلاق , الحريّة , الشفافيّة , الابتكار , الإبداع , الخيال , الجمال , الحُبّ , الإيمان ) .

فهي لا توجد نارِيّة أو نُورِيّة أو طينيّة أو روحانيّة ,
بل هي مزيجٌ من كل هذه المكونات ,

تصعد و تهبط حسبَ مقدار أحدُها فيها .
فلَو تأمّلنا أنفُسنا لوجدنا أنّنا في حالةِ تَذبذُبٍ دائمٍ بين هذه المراتب ,

صاعِدينَ و هابِطينَ من مرتبةٍ لأُخرى ,
من حالةٍ روحانيّةٍ إلى ناريّةٍ إلى طينيّة .

و الصُّوفِيّون يُطلقون على هذه المراتب ( المقامات ) ,

و مِما لا شَكَّ فيه أنّ الإنسان بطبعهِ مزيجٌ من كل هذه المراتب .

فقد تشُدّهُ جذَباتُ الهوى و الشّهوة فينـزِلُ إلى الحَضيض حينَ لا يذكر اللهَ و لا عذابَه ,

و في هؤلاء يَقولُ سُبحانَه : ( إنّهُم كالأنعامِ بل هُم أضلّ ) .

و كثيرٌ من الخَلقِ من تقودُهُ و تُحَرِّكُهُ مكوّناته النّاريّة ,
فهُوَ حقودٌ حسودٌ مُنصاعٌ لنَزَواتِهِ و شهواتِهِ ,

لا يَعرفُ معروفاً و لا يُنكِرُ مُنكراً , يعيشُ و يرتَعُ كالبَهائِم .

و القِلّة القليلة من الناس هُم من وَجَدوا في روحانيّتِهم السعادة و الأمان ,

فالخيرُ طريقُهم و الحقّ سبيلهُم ,
يَذكرون الله قياماً و قُعوداً و على جُنوبِهِم ,

و يتفكّرونَ في خَلقِ السّماواتِ و الأرض ,
فالتّفكّرُ و الإبداعُ و الانطلاقُ و التّحرُر من وَرقِ الشّهوةِ هو باعِثُهم على اكتشاف الجمال و الحُبّ و الإيمان .

فهم يُلامِسونَ وجدانَهم و يُحَرِّكُون مكامِنَ الخيرِ في أنفُسهم ليصِلوا إلى درجة الأخيار الأبرار مع الذينَ أنعمَ الله عليهم من النبيينَ و الصِدِّيقينَ و الشُّهداء .

و ما أكثرَ مَنْ يستَقِرّونَ في المراتب السُّفلية حيثُ الحياةُ شهوةٌ و أكلٌ و شُرب ,

فلا هُمومٌ إلا همومُ البطنِ و الفَرْج .
و يبقى أوساطُ النّاسِ مِمّن يتأرجَحُونَ بين النّارِ و النُّور ,

بين جذَبات العُلوّ و جذَبات التّسافُل ,
ينتَشِلونَ أنفسهم من إغراءٍ ليَقعوا في آخر .

فالشيطانُ لا يدخلُ إلا على الذينَ هَبطوا إلى المرحلة النّارية حيثُ توجدُ أبوابهُ من الشهوةِ و الغضبِ و الحسدِ و غيرها .

و النّفس البشرية بطبعها تميلُ للراحةِ و الشّهَوات ,
و لكن السّعيد هو من كَبَحَ شهواته في المعصية لِيُنَفّسَ عن نفسهِ فيما شرعَ الله لهُ ليسلُكَ الطريق السّويّ و ينالُ رِضا الله .

فسبحانَ الله ... قال تعالى : ( فألهَمَهَا فُجُورَهَا و تَقواهَا ) .

فالنّفسُ مُسيّرَةُ مُخيّرة ,
تَنـزِلُ و تَرتَفعُ بنَقصِ و زِيادَةِ الإيمان و المكونات الرّوحانيةِ فيها .

يقول تعالى عن عبادِهِ المُفلِحين : ( قَدْ أفلَحَ مَنْ زكَّاها ) ,

و هو من زكّى نفسَهُ و طهَّرَها من نارِيّتِهِ و شَهواته .

و يقول تعالى عن الخائبينَ الخاسِرين : ( وَ قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) , و هو الذي خَانَ نفسهُ و جعلَ إلههُ هَواهُ فهُوَ خائبٌ خاسِر .

و تستمرٌّ هذهِ المرحلةِ إلى أن يَرِثَ الله الأرضَ و مَنْ عليها و ينجُو مَنْ نَجا و يسقُطُ من أضاعَ عمرهُ في مرحلتِهِ النّاريّة فلَهُ بها النّار ( إلاّ ما شاءَ الله ) .

نَعُوذُ باللهِ من نارهِ , و نَسألُ اللهَ أن يَهدي نُفوسَنا إلى نورِ الحقّ لِننعَمَ بالنّورِ التّامِ يومَ القيامَة
بشاير المطيري
بشاير المطيري

المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 04/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى